هذا الجناح الطويل والرفيع مذهل بسبب أبعاده ووجود الديكور والأثاث. كانت الحالة العامة للجدران جيدة بما يكفي (على الرغم من الشقوق التي كان يجب إصلاحها بعناية) للسماح لنا بعدم إيداع المجموعة الفريدة من بلاط القيشاني الأخضر باستثناء الأماكن التي تم إجراء الإصلاحات فيها لكن كان لا بد من إزالة الرخام المرصف متعدد الألوان لضمان الحفاظ على السقف الثمين للجناح المزخرف الموجود تحته. تم ترجيح المسافة بين هذه المنطقة والسقف بكمية هائلة من مواد الحشو مما يعرض توازن المبنى للخطر. تم دمج الحزم الوسيطة (انظر تاريخ مشروع الترميم بالصور الفوتوغرافية المناسبة) وتم استبدال الرصف متعدد الألوان بعناية بكل بلاطاته باستثناء الإطار الرخامي الأسود المحيطي مما أعطى ولادة جديدة لهذه المجموعة “الإيطالية” المتجانسة.
السقف الخشبي المطلي (ذو التكوين الغني) تم ترميمه وإعادة طلاءه كما كان في الأصل ومُزود بثريا “مونتو غلفيار” في المنتصف وزوج من الأوبالين على الجانبين.
الأثاث “ريفي” فرنسي (غرفة معيشة) وألماني آرت ديكو (خزانة ملابس، مكتب وخزائن بجانب السرير). المرآة المذهبة التي تواجه زاوية الجلوس تعطي عمقًا للمساحة على الأرض هناك كليمان كرديان نادران من نوع “الممر” يتناسبان مع جمال الرخام متعدد الألوان. سجادتين كبيرتين واحدة من صنع كردي والأخرى كليم “سوزاني (مطرز بالإبرة) يكملان مجموعة إكسسوارات جناح الشيخ بيرم.
الحمام (مع المنظر) مغطى بالكامل بألواح رخامية غواتيمالا خضراء نادرة ومرايا كبيرة. تم تعديل الحوض المنحوت في كتلة صلبة من الحجر الأخضر الباهت على الفور. يحتوي هذا الحمام على حوض استحمام وتفتح نافذتها باتجاه الجنوب على شرفات المدينة المنيرة. كما يشمل المنظر تل “الجلاز” وجبل تانيت المقدس (بوقرنين: “ذو القرنين”) في قرطاج مما يؤكد جمال خليج تونس. غرفة انتظار خاصة تفصل غرفة النوم عن الحمام نفسه وتتشارك نافذتهما هذه البانوراما الاستثنائية.

أعيدت ألوان الأبواب والستائر حسب جمال القرن الثامن عشر بعد إعادة إنتاج الدهن العتيقة من الألوان الماهوجني (الأحمر) والكركم (الأصفر) والجوز (الأسود). تم إعادة تجسيد جميع المقاعد من قبل حرفيين ممتازين من المدينة المنيرة بقطع حريرية مطرزة أو منقوشةالتي تم تصنيعها أيضًا في متاهة الممرات الخلفية لورش العمل (“الويكالا”) المحيطة بالقصر
مثل الشقق الأخرى في القصر يحتوي “جناح الشيخ بيرم” على الأنترنات (وايفاي) وخط ثابت مع الاستقبال ونظام تكييف صامت للغاية يعتمد على دوران المياه، مزود بكاشف دخان وفق معايير الحماية المدنية التونسية.
كان الجناح عبارة عن شقة خاصة للشيخ أحمد بيرم، المفتي العثماني (“شيخ الإسلام”) للمملكة التونسية، والذي دافع في نهاية القرن التاسع عشر عن حالة اللغة الرسمية للغة العربية الفصحى. أعطت هذه العائلة اللامعة لتونس منذ عام 1772 كبار الشخصيات الدينية العثمانية وبعض المصلحين الأوائل المشهورين.